الجمعة، 28 سبتمبر 2012

في معنى الإسلام دين الدولة مرة أخرى؟!

 لا نعرف الغرض من هذا المقال ولا السياق الذي جاء من أجله، ولكن يمكن القول بأن مقياس التدين ليس بعدد المساجد والمصليات،     فالإسلام منهج وشريعة ونظام حكم، وليس طقوسا فقط تؤدى في الكنائس. أين نحن من تطبيق الإسلام الحق في حياتنا؟ هل الإسلام هو مصدر تشريعاتنا؟ ما نراه من منكر وفجور وفساد في بلادنا ينافي ما قلته فلا وجه للمقارنة بيننا وبين السعودية، لذلك لا تُضحك علينا الناس بمثل هذه المقالات المشبوهة، ثم إنه من يسب العلماء ويسخر منهم غير مؤهل للحديث عن الإسلام.
أحمد: الجزائر

الطريقة التي تفاعل بها بعض القراء، مثل هذا القارئ أحمد، مع عمودي ليوم أمس تثير الكثير من علامات الاستفهام، رغم أنها فعلا تعد إضافات مهمة لما كتبت أنا من زوايا أخرى مهمة، قد تكون غابت عني وأسعد بتنبيهي إليها؟!
نعم هل نحن فعلا بحاجة إلى بناء جامع بلميوني دولار، في وقت غرقت فيه البلاد في مشاكل ''الزبالة'' والبطالة وسوء الصحة والتعليم والسكن؟! هذا بالفعل سؤال وجيه.. لكن هل إذا كان إسلامنا جيدا، وإيجابيا بالفطرة الشعبية، هل يحتاج إلى أن يكون منصوصا عليه في الدستور ''الإسلام دين الدولة''؟ هذا سؤال خبيث لم يطرأ على بالي أبدا، ومن حق القراء التنبيه لخبث ما أكتب: لكن ليس من حقهم اتهامي بأنني أكتب ما أكتب وأنا مبرمج كالحاسوب لفائدة من يريدون شرا بالإسلام والمسلمين في الجزائر؟! فبعد المرحوم مهري لم يبق في الجزائر من يبرمجني! والزميل اسماعيل طلاي على حق، فلا ينبغي أن نر في إسلامنا في الجزائر نرجسية نحن الأحسن من غيرنا، لكن لا ينبغي أيضا أن نهين إيجابيات شعبنا، التي شيدها على مرّ القرون، وليس عيبا أن يكون ''دين'' الشعب دينا ''للدولة''؟!
وهنا أدعو كل من شكك في نزاهة ما ورد في العمود إلى تأمل ما يلي:
أولا: هزم الجزائريون وحدهم فرنسا، رابع قوة في العالم، ولم يستطع عرب الشرق الأوسط هزيمة عصابات يهودية محدودة العدد والقوة؟! أليس الأمر له علاقة بنوعية إسلام الجزائريين وإسلام جماعة الشرق الأوسط؟! نحن أسمينا الثائر مجاهدا والقتيل شهيدا.. وجريدة الثوار المجاهد! وهم أسموا جنديهم (الفلسطينيون) مقاتلا، وجريدتهم العاصفة، وشهيدهم جنديا مجهولا. أليس هو السبب الذي جعل الجزائر تنتصر، وجعلهم لا يحققون التحرير لبلدهم هناك.. أليس فضيلة الشيخ حسين فضل الله، رحمه الله، على حق حين قال: الجزائريون طبقوا مفهوم الجهاد كما ورد في صدر الإسلام ولذلك انتصروا..؟! من ألهم الجزائريون هذا؟ هل إسلامهم الفطري النقي أم الشيوخ؟! هل كان بن بولعيد وبوضياف وبن مهيدي وديدوش وكريم بلقاسم شيوخا في الإسلام؟! ولماذا لم يهتد شيوخ إسلام الشرق الأوسط إلى ما اهتدى إليه مناضلو الجزائر من فهم لروح وكنه الإسلام في معركة الخلاص؟!
ثانيا: نعم قد تكون مشكلتنا، الآن، أننا بعد الاستقلال لم نفهم روح الإسلام التي بها قاومنا، وبها تحررنا من المستعمر، ولم نذهب إلى روح الإسلام، مرة أخرى، لنبني بها بلدنا،كما فعلت ماليزيا، التي أخذت نظرية بن نبي الجزائري وطبقتها، فيما تركناه نحن ليموت بيننا كالبعير الأجرب؟! ونكتب في الدستور: الإسلام دين الدولة؟!
ثالثا: نعم أنا لست مع إسلام ''صل وارفع صباطك''، ولست مع الإسلام الذي يقدم شيوخه السبابط للحاكم؟! أنا مع إسلام جدتي وجدي،
وليس إسلام شيوخ الشرق الأوسخ، مع إسلام الحق والعدل والنظافة، وضد إسلام البزنس السياسي!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق